في إطار مقاربة قضايا التحول التي تعصف بالمجتمعات العربية من زوايا فكرية عربية متنوعة، نظّمت الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية وحدة التغيرات الاجتماعية، بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ومؤسسة كونراد أديناور مكتب الجزائر وتونس وبمشاركة واسعة لمؤسسات إيناس العلمية والبحثية من دول مختلفة عربية ودولية ونخبة من الباحثين/ات في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية على مدى ٥ أيام من ١٢-١٦ آب/أغسطس 2023 في تونس ، تحت عنوان “قضايا التحول في المجتمعات العربية الراهنة شهدت الجامعة ١٣ جلسة علمية شملت المؤسسات العلمية والجماعة العلمية العربية من داخل الدول العربية وخارجها: من تونس، لبنان، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، مصر، السعودية، أبو ظبي، الأردن، المغرب، سوريا، العراق، إيطاليا، ألمانيا، وتركيا. تناولت الجلسات العلمية اشكاليات متعددة طالت قضايا التحول للمجتمعات العربية توزعت على ١٥ محور في ميادين علمية متنوعة أبرزها التحول في المجال الرقمي والاتصالي والمجتمعي، وقضايا العنف والتطرف، والتحول في مجال الخطاب الديني، والتحول في المجال الاقتصادي والثقافي والأمني بالإضافة إلى قضايا التحول في مجال الطفولة والمرأة والفئات الهشة . والتحول في مجال الدراسات الانثروبولوجية. والتحول في مجال تطوير النصوص القانونية والتشريعية، فضلا عن التحولات في مجال المناخ والبيئة. كما احتل محور التحولات في مجال الشباب والهجرة أهمية خاصة ضمن جلسات الجامعة الصيفية. شهدت الجامعة حضورا مميزا من الأساتذة والطلبة والاعلام، وتميزت بتفاعلات مع فعاليات هذه الجامعة ونقاشات هامة بين الجماعة العلمية و والطلاب والاساتذة الحاضرين. واختتمت بورشة عمل تشبيكيه خاصة بالمؤسسات العلمية الحاضرة في الجامعة بهدف التشبيك والتعاون المستقبلي، واتاحة الفرص لديهم للتعرف على أهداف كل مؤسسة علمية ومجالات عملها وتخصصاتها العلمية، للبحث في امكانية إقامة التحالفات البحثية المشتركة فيما بينهم مستقبلا. وهو تقليد تعتمده الشبكة الدولية في مختلف أنشطتها ومؤتمراتها ومنتدياتها تحقيقا لأهدفها التأسيسية التي تتمحور حول التشبيك بين المؤسسات العلمية وتعزيز التداول والبحث المشترك. وخلصت معة الى جملة من التوصيات كان أبرزها ضرورة التوعية بمخاطر وتهديدات الفضاء ال8سيبراني في ضوء سرعة التحولات الرقمية وتطورها المستمر، باعتبارها قضية أمن قومي عربي. وتفعيل الآليات المؤسسية لبناء التعايش بين الثقافات لمواجهة خطاب الكراهية داخل المجتمعات العربية وترسيخ قيم التعايش والتسامح والحوار لدى فئة الشباب والناشئة وفق برامج منهجية وأساليب تعليمية. وتعزيز الخطاب الديني المعتدل والمتفتح على الاخر. وشدد الحاضرون على ضرورة اجراء دراسات معمقة في قضية الهجرة وتخصيص ملتقى علمي دولي سنوي لمعالجة هذه الظاهرة وتداعياتها. وشدد أعضاء الشبكة والشركاء على ضرورة فتح قنوات التواصل والتعاون والتشبيك بين المراكز البحثية والجامعات العربية خاصة في مجال البحث العلمي والقضايا المشتركة، وتعميم فكرة الجامعة الصيفية دوليا واقليميا لتحقيق الانفتاح والتبادل المعرفي والثقافي.
