الندوة الثانية: مناقشة كتاب “صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر”

الندوة الثانية: مناقشة كتاب “صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر”

الكتاب الثاني لبرنامج “أطروحات جندرية” كان بعنوان”صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر” للباحثة الدكتورة لينا جزراوي. يسلط الكتاب الضوء على لواقع الذي “يحكمُ النّساءَ منذُ فجرِ التّاريخِ، ويُصنفُهنَّ في مرتبةٍ دونيّةٍ نسبةً إلى مكانةِ الرّجلِ، ويتعاملُ معَهنَّ على أنّهُنَّ مُعطى قبْليٌّ ثابتٌ غيرَ قابلٍ للتّغييرِ. وبقيتْ هذه الصّورةُ مسيطرةً على الذّاكرةِ البشريّةِ لحِقباتٍ زمنيّةٍ طويلةٍ، الأمرُ الّذي أفرزَ حالةً من التمرّدِ على هذا الواقعِ، تشكّلتْ على إثرِهِ تيّاراتٌ فكريّةٌ تبحثُ في الأسبابِ التي حدّدتْ دورَ المرأةِ، ومكانتَها انطلاقًا من تركيبِها البيولوجيِّ”. وبيّنت المؤلفة أنّ الكتاب يدور حول “السؤال الذي نبحث له عن إجابة وهو: هل يُمكننا القول بأن ثمّة ” فِكر نِسْوي عربي ” ؟ لقد اتضّح لنا في سياق البحث أن ثمّة علاقة وطيدة بين وضع المرأة ونهضة المُجتمعات، وأن مكانة المرأة هي الاجابة على سؤال النّهضة الأكثر تكرارا ، والذي طرحه مفكرو عصر النّهضة واستمر مفكرو العصر الحديث بطرحه ، وهو” لماذا تقدم الغرب وتأخرنا نحن، ولليومِ مازالتِ الأسئلةُ نفسُها هي المطروحةُ، ومازال الطّرحُ النِّسويُّ يخضعُ لأحكامِ المجتمعِ وتقاليدِه”.  مّا يوضّحُ بحسب جزراوي “سلبيّةَ الفكرِ العربيِّ تجاهِ التّغييراتِ الجذريّةِ، ومازال يُنظرُ للقضيّةِ النِسويّةِ على أنها قضيّةٌ منفصلةٌ عن قضايا المجتمعِ، معَ أنّها جزءٌ أصيلٌ من الفكرِ التحررّيِّ للشّعوبِ، وأحدُ وجوهِهِ مثلُ الخبزِ والحريّةِ والمواطنةِ والكرامةِ”.  في الختام، اعتبرت المؤلفة، ان النِّسويةُ هي مسألةُ المجتمعِ، وجزءٌ من عمليّةِ التحررِ الشّاملِ، التي تضمُّ تحتَ مظلّتِها المرأةَ والرّجلَ معاً. وأنها يجِب أن تكون عربيّة الطّابِع، والمضمون، ومازلْنا نتطلّعُ لتطويرِ هذا الفكرِ بما يتواءمُ مع مُتطلّباتِ العصرِ الحديثِ، بحيثُ يمتلكُ الجرأةَ للنّظرِ في الظّاهراتِ الثّقافيّةِ والاجتماعيّةِ، وفي العواملِ الحقيقيّةِ الّتي تُشكّلُها”. من جهتها تطرقت الدكتورة لبنى طربيه، رئيسة الفرقة البحثية في العلوم الاجتماعية في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، من خلال قراءة علمية نقدية إلى أهمية الكتاب باعتباره “يحاول رسم تطوّر وجهات النظر النسوية عالميًا وفي العالم العربي، من خلال مراجعة انتقائية لبعض المؤلّفين، الذين تعرّف الباحثة كتاباتهم على إنّها أدبٌ رائدٌ في الخطاب العربي النسوي. ويتضمّن محاولات لتتبّع المجالات الموثّقة التي تفسّر التفاوتات بين الجنسين، كونه يعيدنا بالزمن إلى أقدم الأساطير المتاحة للكشف عن سجلّات أصلية، توثّق للنظرة الى المرأة، وتكشف عما اعتبرته تلك المراجع الخصائص المواكبة لها، والتي تحّدد بناء شخصيتها وقدراتها”.  وبالنسبة لطربيه “فإنّ استمرار السجلّات الفكرية أنتجت خطابًا نسويًا في الفكر المعاصر، مع بروز كتّاب ومفكّرين تناولوا قضايا المرأة بجرأة وعمق، حطّمت التابوهات وخاضت في عمق المجتمع وتناولت علاقة المرأة بنهضة المجتمعات السياسية، والاقتصادية، والثقافية والاجتماعية”. واعتبرت طربيه أنّ “كتاب صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر، يشكّل مرجعًا لجميع الأكاديميين المهتمّين بالعمل النسوي، ومرجعًا للطلاّب المهتمّين بموضوع المرأة، وأيضًا مرجعًا اساسيًا للتدريس في المواد الجامعية التي تعطي موادا حول الجندرة والمساواة الجندرية. وختمت مداخلتها بطرح إشكاليات وتساؤلات ومقاربات متعدّدة، تناول بعضها الأدوات المفاهيميه المقترحة لدراسة الواقع النسوي، وكيف يمكن ان ندرس المرأة، وحتى أن نطرح موضوع حريتها خارج إطار أو خارج النقاش الفلسفي الذي تمّ فرضه من قبل الغرب. مشيرة إلى ضرورة الاعتراف بأن ليست كل تجارب المرأة متشابهة، إذ لا يوجد إمرأة عربية بل نساء عربيات، ولكل منهن تجاربهن الخاصّة.

admin
http://moe.keyinhands.com

Comments are closed for this post.