الحلقة النقاشية الدولية “العمل النسوي العربي بين الرؤية الأكاديمية والممارسة النضالية”

نظمت شبكة دراسات المرأة “صون” بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” وبالتعاون مع مؤسسات بحثية وعلمية أخرى، وبمشاركة نخبة من الباحثات والباحثين من العالم العربي حلقة نقاشية دولية “العمل النسوي العربي بين الرؤية الأكاديمية والممارسة النضالية” يوم ١٧ آب/أغسطس ٢٠٢٣ حضوريا في مقر الألكسو- تونس وإفتراضيا عبر زووم. تضمّنت الحلقة النقاشية الدولية جلستين علميتين تناولت الأولى مسألة الخطاب النسوي العربي: بين الأكاديمية والنضال وعرض مسار النسوية العالمية والعربية من خلال تظهير العلاقة الوثيقة بين الأكاديميا والنضال ضمن موجات النسوية العربية والعالمية التاريخية، كما تطرقت إلى تمثلات النسوية بين التنظير والممارسة، وذلك من خلال دراسة مضمون الحركات النسائية في التجربة التونسية قبل وبعد الربيع العربي”، إضافة إلى مناقشة تحديات النِّسويّة العربيّة،  بين خطابيّ التحرّر والرجعيّة إزاء قضية المرأة التي لا يمكن فصلها عن قضايا التحرّر الوطني الشاملة التي تهمّ الإنسان كمواطِن كامل بغضّ النظر عن حالته البيولوجيّة. واختتمت الجلسة الأولى بموضوع القوامة كإشكالية تبرز التناقض القائم بين استخدام القوامة كمفهوم غرضه ولاية الزّوج ورعايته لمصالح زوجته وبين تطور واقع المرأة الاجتماعي والاقتصادي واقتحامها سوق العمل. أما الجلسة الثانية، فتناولت مسألة النسوية العربية بين خطابي التقليد والحداثة من خلال التأكيد على دور المثقّف، والسوسيولوجيّ او الأنثروبولوجي الذي يتوجب عليه التنقيب العميق لتعريض كلّ المسلّمات الى الانهيار وتعرية البنى الرّمزيّة اللاواعية. المداخلة الثانية ناقشت مسألة تمكين المرأة العربية في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي، وإشكالية المستويات المتدنية لعمل المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي نتيجة هيمنة خوارزميات غير منطقية في تحيّزها الجنسانية تفترض أن الرجل هو الأساس والمرأة هي الاستثناء. اختتمت اعمال الحلقة النقاشية بنقاش عام وتفاعل من الحضور سواء في القاعة او عبر تطبيق زووم وبتعقيبات متعددة أكدت على أهمية دور المرأة في الدفاع عن نسيجها الاجتماعي، وهويتها التي لا يمكن فصلها عن هوية الرجل.  وشددت معظم المساهمات على أهمية الوحدة بين النساء كشرط أساسي لبناء المجتمعات العربية، من جهة، وعلى ضرورة إعادة النظر في الخطابات النسوية العربية والتعمق في تفكيكها وفهمها وتحليلها لإحراز التقدم في معالجة قضايا المرأة العربية واشكالاتها الراهنة والتحديات التي حول دون تقدمها وصولا الارتقاء بمكانتها التي تستحقها، من جهة أخرى.